فوفقا للبروفيسور تريفور بينش من جامعة كورنيل، يكمن سر التعرف على شخصية أحدهم في التطبيقات التي يحملها هاتفه.
لقد تغيرت علاقة المجتمع بالهواتف إلى حد كبير. وتدل دراسة حديثة قامت بها نوكيا على أننا أصبحنا عالما “يعتمد على التطبيقات” بفضل 55 في المئة من مستخدمي الهواتف الذكية الذين يرتكزون على هذه التطبيقات من أجل تحسين نواحي حياتهم على نحو كبير.
ويؤكد هذا الرقم أنه يتم استخدام التطبيقات كأداة مهمة في الحياة – ومع ارتفاع معدلات الاستعمال، تزيد قدرة هواتفنا على التعرف علينا وتصبح أكثر فعالية عند الاستخدام.
وقال بينش: “مع توفر عدد كبير من التطبيقات، يمكن للناس أن يختاروا الأهم بالنسبة إليهم. فالخصوصية التي نتشارك بها عبر الهاتف الخليوي تطبع شخصيتنا عليه. هو يعرف ذوقنا ويدرك احتياجاتنا وحتى أسرارنا. إن كنت تريد أن تعرف أحدا بصورة حقيقية، ما عليك سوى النظر إلى التطبيقات الموجودة على هاتفه – وهذا ما يمكن أن يشكل مفاجأة بالنسبة إليك!”
ما هو نموذج التطبيقات الخاصة بك؟
عملت نوكيا مع خبير علم الاجتماع وأستاذ العلوم والدراسات التكنولوجية في جامعة كورنيل تريفور بينش لتحليل دراسة عن 5200 مستخدم للهاتف الذكي في 10 بلدان. وكشف تحليل المعلومات التي تشمل نوع التطبيقات وتعددها وكيفية استخدامها عن فئات الشخصية التي ترتبط بتصرفات مستخدمي الهاتف الذكي. وقد لخص بينش هذه الفئات بستة نماذج أصلية أطلق عليها اسم Appitypes.
وبشكل مثير للاهتمام، لم تكشف نماذج التطبيقات السمات الشخصية فحسب، وإنما أيضا بعض الميزات الوطنية. فسكان أفريقيا الجنوبية هم أكثر الناس اتصالا مع نسبة 45 في المئة من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بشكل منتظم، في حين تبين أن الألمان والهنود هم الأكثر جهدا وانتاجية في العمل Appcentrics. وكان الايطاليون أكثر الناس حبا للحياة من دون منازع، فيما بدا أن البرازيليين هم الأكثر ابتكارا في العالم بفضل حبهم للموسيقى والموضة.
النماذج الستة:
APPTHUSIAST : تتمتع هذه الفئة بالحياة والشغف. إنهم أفراد اجتماعيون يحبون الإطلاع على أحدث التطورات واتجاهات الموضة. إنهم فضوليون، عفويون ويحبون الانخراط في نشاطات مختلفة. وما يحبون أو لا يحبون يظهر في محتوى هاتفهم الخليوي. يقومون بتنزيل عدد كبير من التطبيقات ويستعملونها بكثافة. نادرا ما تلتقي بأحد من هذه الفئة من دون هاتفه الذكي. حتى إنه يمكن أن يرافقه إلى السرير عند النوم.
APPCENTRIC: تضم هذه الفئة أفرادا حيويين، منتجين ومجتهدين في العمل. لديهم الكثير من العلاقات. هم خبراء في مجال التكنولوجيا ويعرفون كيف يستفيدون منها إلى أقصى الحدود. إنهم نمطيون ويحبون إدارة المعلومات والنشاطات التنظيمية والرقمية. يستفيد أفراد هذه الفئة من كل التطبيقات العملية على هواتفهم الخليوية التي غالبا ما يستخدمونها ككمبيوتر للجيب. وفي حين أنهم يعمدون إلى تنزيل التطبيقات من وقت لآخر، إلا أنهم يستخدمونها بشكل مكثف.
LIVE WIRE: يتمتع الذين ينتمون إلى هذه الفئة بالنشاط والبساطة ويفضلون النشاطات التقنية والخارجية والرياضية. هم أذكياء، يحبون الاستكشاف، كما أنهم اجتماعيون، لديهم الكثير من الأصدقاء وغالبا ما يبحثون عن تجارب ومغامرات جديدة، رافعين أي تحد. إنهم أهل للثقة ومنتجون. وهذا ما يبدو جليا في تنزيلاتهم التي تميل لأن تكون مزيجا من التطبيقات الصحية والرياضية والاجتماعية والسياحية.
CREATOR: إن أبرز ما يتمتع به المنتمون إلى هذا النموذج هو الابتكار والخيال. وقد يكون فردا واحدا أو لاعبا من ضمن فريق، إلا أنه عندما يدخل في تواصل اجتماعي، غالبا ما ينخرط في حياة الجماعة. وكراوٍ للأحداث بالفطرة، لا يعتمد على القدرات الإبداعية للهاتف فحسب، بل إنه يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي في معظم الأوقات. إنه دائما على الموضة، كما أن روح الإبتكار لديه غالبا ما تدفعه إلى شراء الهواتف ذات الألوان الحيوية الزاهية، ما يدل على أنه مرح وذات ذهن منفتح.
CONNECTOR: يتميز من ينتمي إلى هذه الفئة بأنه محبوب وواثق وفضولي، ويتمتع بشخصية محفِزة ومشجِعة بالإضافة إلى موهبة في الحصول على أصدقاء ومعارف سواء عبر الانترنت أو في العالم الحقيقي. هو يمتلك مجموعة من التطبيقات التي يستعملها مرارا وتكرارا، وغالبا ما يعمد إلى تنزيل التطبيقات المسلية على هاتفه، إضافة إلى التطبيقات التي يمكن أن تكون مفيدة للآخرين. إنه ينزل التطبيقات المجانية بين الحين والآخر ويمكن للائحة التطبيقات لديه أن تبقى مفيدة مع إجراء تحديثات عليها.
APPRENTICE: يمتاز من ينتمي إلى هذا التموذج بأنه حساس، طيب القلب ومستقل. إنه فضولي وذكي مع دائرة ثابتة من الأصدقاء ومجموعة مختارة من النشاطات الشغوفة. هو مهتم بتنزيل تطبيقات جديدة ولكنه لا يعرف من أين يبدأ. لا يجب أن يخدعك شكله الخجول. فهناك جانب ثوري خفي يظهر من وقت لآخر.
وقد علق جورج ليناردوس، نائب رئيس الإعلام في نوكيا على هذه النماذج، فاعتبر أن “التطبيقات هي وسيلة مثالية لجعل الهاتف الخليوي أكثر خصوصية. وعلى غرار التسجيلات القديمة أو مجموعة الأقراص المدمجة، تكشف التطبيقات عن هويتنا – سواء نظرنا إلى نوع التطبيقات التي يستخدمها الناس، أوكيف ينظمونها، أو أي منها هي الأكثر استخداما. لا شك أن هذا يجعل القراءة أكثر اهتماما
لمحة عن البروفيسور تريفور بينش: تريفور بينش هو أستاذ دراسات العلوم و التكنولوجيا وأستاذ علم الاجتماع في جامعة كورنيل في نيويورك. يحمل شهادة في الفيزياء وعلم الاجتماع، و هو رئيس التحرير – المؤسس لسلسلة كتب “داخل التكنولوجيا” مع MIT Press. وقد قام بتأليف وشارك في كتابة 17 كتابا ومقالات عديدة عن جوانب علم الاجتماع والتكنولوجيا والاقتصاد.
المصدر: تيدوز"التقنية بالعربية"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق