شارع «عبدالعزيز».. «اللى مايشترى.. يبيع»
[ شارع عبدالعزيز وحركة لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً]
شارع عبدالعزيز وحركة لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً إذا حصلت على مبلغ محترم وأردت أن تذهب لشراء «موبايل» فأول ما ستفعله هو البحث عن أفضل الأماكن التى تعرض هذه الأجهزة.. لتتخير النوع الأفضل والأرخص.. هذه المواصفات لن تنطبق إلا على مكان واحد فى مصر، هو شارع عبدالعزيز أو «الكويت»، كما يطلق عليه من يعملون فيه.
شارع عبدالعزيز صار له كيان اقتصادى مستقل بعد انتشار تجارة الأجهزة الكهربائية فيه خلفا لتجارة خشب الموبيليا والأحذية، ومع ظهور أول شبكة محمول فى مصر عام ١٩٩٦ تحول الشارع إلى متجر لبيع التليفونات المحمولة وخطوطها، التى كان لا يملكها سوى الأثرياء ولا يتاجر فيها غير أصحاب «القلوب الحديد»، لتخوفهم وقتها من فشل تلك التجارة، خاصة أنها كانت تتطلب رأس مال كبيراً.. إلى أن ثبت العكس.
وجاءت الشبكة الثانية لتؤكد النجاح ويبدأ الشارع فى الانقسام، حتى بدا التنافس على أشده بين أحمر وبرتقالى، ليأتى حكم السوق الأخضر لينال نصيبه من كعكة المستخدمين.. «المصرى اليوم» تأخذكم فى جولة داخل شارع عبدالعزيز بعد أن وصل إلى حالة يرثى لها من شدة الزحام، ليطرح علينا هذا الزحام عدة تساؤلات بدايتها لماذا شارع عبدالعزيز تحديداً؟ وكيف صار مكان تواجد من لا مهنة له من تاجر ومهندس ومستورد للمحمول؟ وأين سكان الشارع الأصليين؟ وكم يبلغ إيجار المحال فيه، وكيف اندثر وسط الزحام كيان عمر أفندى الكبير؟
شارع عبدالعزيز صار له كيان اقتصادى مستقل بعد انتشار تجارة الأجهزة الكهربائية فيه خلفا لتجارة خشب الموبيليا والأحذية، ومع ظهور أول شبكة محمول فى مصر عام ١٩٩٦ تحول الشارع إلى متجر لبيع التليفونات المحمولة وخطوطها، التى كان لا يملكها سوى الأثرياء ولا يتاجر فيها غير أصحاب «القلوب الحديد»، لتخوفهم وقتها من فشل تلك التجارة، خاصة أنها كانت تتطلب رأس مال كبيراً.. إلى أن ثبت العكس.
وجاءت الشبكة الثانية لتؤكد النجاح ويبدأ الشارع فى الانقسام، حتى بدا التنافس على أشده بين أحمر وبرتقالى، ليأتى حكم السوق الأخضر لينال نصيبه من كعكة المستخدمين.. «المصرى اليوم» تأخذكم فى جولة داخل شارع عبدالعزيز بعد أن وصل إلى حالة يرثى لها من شدة الزحام، ليطرح علينا هذا الزحام عدة تساؤلات بدايتها لماذا شارع عبدالعزيز تحديداً؟ وكيف صار مكان تواجد من لا مهنة له من تاجر ومهندس ومستورد للمحمول؟ وأين سكان الشارع الأصليين؟ وكم يبلغ إيجار المحال فيه، وكيف اندثر وسط الزحام كيان عمر أفندى الكبير؟
لا تندهش إذا وطأت قدماك ميدان العتبة لتجد من يهمس فى أذنك: «معاك حاجه للبيع»، هؤلاء يلقبون بالطيارة وما أكثرهم.. وظيفتهم الأساسية السمسرة واستقبال رواد الشارع، الذين يرغبون فى البيع أو الشراء وتجد الطيارة يصطحبون العميل حتى ينالوا منه «مصلحتهم»، وهى شراء التليفون الذى يريد بيعه بأفضل سعر بعد أن يقومون بفحصه فحصاً دقيقاً لكى يستفيدوا منه أقصى استفادة من العميل.
وبعد التراضى الذى يتم بين «الزبون» و«الطيارة» على سعر الجهاز يقوم الطيارة على الفور بالذهاب إلى إحدى «الفتارين» الموجودة فى الشارع ليبيعوا التليفون ويحصلوا على «مصلحة» تتراوح بين ٥ و٦٠ جنيهاً، ولا تتعجب حين تعلم أن هؤلاء الطيارة منهم السيدات والبنات والشباب وبعضهم فى مختلف مراحل التعليم ويمكنهم الوقوف منذ بدء اليوم حتى ساعات متأخرة من الليل لكى يحصلوا على قوت يومهم.
وتوسمت فى أحدهم الذكاء لأسأله عن أسباب تواجده فى الشارع وما مهمته؟ يجيب محمد الإبيارى، طالب فى معهد المطرية «١٩ سنة»، إنه يتواجد فى الشارع من الساعه السابعة مساءً ويعمل فى هذا المجال منذ ٣ سنوات تقريباً، ومهمته استقبال كل من يرغب فى شراء أو بيع هاتف، الوساطة هى الدور الذى يقوم به بين الزبون و«الفاترينة» لكى يحصل على أى مقابل مادى.
أردت أن أعرف ما إذا كان هناك دخل ثابت له يوميا أم لا، ليؤكد لى أن هناك بعض الأيام يذهب فيها إلى منزله فى الساعات الأولى من الصباح ولم يحصل على «جنيه واحد»، بينما أعلى مقابل حصل عليه منذ عمله فى الشارع لم يتعد الـ١٢٥ جنيهاً.
وتخطيت مواقع الطيارة بعد أن قام أحد «أمناء الشرطة» بتفريقهم من حولى وسألنى ماذا أفعل هنا؟ أجبته بأننى أتحدث معهم حول حقيقة عملهم فى هذا الشارع، فوصفهم بأنهم «ليسوا محترمين وماينفعش أقف معاهم»، وتركته حتى وصلت الى التجار وأصحاب الفتارين، وتحدثت مع مصطفى المواز، أحد الشركاء فى فاترينة لتجارة المحمول وهو غير راضٍ عن حال السوق ليقول لى: «الحال واقف والشغل مابقاش زى زمان» هذا ما جعلنى أتساءل: ماذا حدث؟
ليوضح لى أن مكسب الموبايل الجديد حالياً لا يتعدى الـ١٠ جنيهات والمستعمل ٢٠ جنيهاً والأسعار فى السوق كلها واحد «ولو مابعتش أنا للزبون غيرى هايبيعله» - على حد قوله - هذا بالإضافة إلى أننا ثلاثة شركاء فى فاترينة عرضها ١.٥ متر وطولها ٣ أمتار وتبلغ قيمتها الإيجارية فى الشهر ٨ آلاف جنيه.
وأضاف: «السوق كانت قوية ولها سمعة رنانة حتى تبدل الحال بظهور الصينى ودخول من لا مهنة له فى تجارة المحمول، موضحاً أنه ما كان ليقوم بهذا الحديث معى أثناء فترة الرواج الشديدة التى كانت تشهدها السوق سابقاً، مشيراً إلى أن السوق أصبحت صينية ١٠٠% و«الـnokia بقى اسمه nokla» وفرق الكلمة لا يلاحظه أحد، علماً بأن الشكل واحد بين المنتج الأصلى والصينى، مما أدى إلى سوء سمعة السوق وتخوف العملاء من الشارع.
وبعد التراضى الذى يتم بين «الزبون» و«الطيارة» على سعر الجهاز يقوم الطيارة على الفور بالذهاب إلى إحدى «الفتارين» الموجودة فى الشارع ليبيعوا التليفون ويحصلوا على «مصلحة» تتراوح بين ٥ و٦٠ جنيهاً، ولا تتعجب حين تعلم أن هؤلاء الطيارة منهم السيدات والبنات والشباب وبعضهم فى مختلف مراحل التعليم ويمكنهم الوقوف منذ بدء اليوم حتى ساعات متأخرة من الليل لكى يحصلوا على قوت يومهم.
وتوسمت فى أحدهم الذكاء لأسأله عن أسباب تواجده فى الشارع وما مهمته؟ يجيب محمد الإبيارى، طالب فى معهد المطرية «١٩ سنة»، إنه يتواجد فى الشارع من الساعه السابعة مساءً ويعمل فى هذا المجال منذ ٣ سنوات تقريباً، ومهمته استقبال كل من يرغب فى شراء أو بيع هاتف، الوساطة هى الدور الذى يقوم به بين الزبون و«الفاترينة» لكى يحصل على أى مقابل مادى.
أردت أن أعرف ما إذا كان هناك دخل ثابت له يوميا أم لا، ليؤكد لى أن هناك بعض الأيام يذهب فيها إلى منزله فى الساعات الأولى من الصباح ولم يحصل على «جنيه واحد»، بينما أعلى مقابل حصل عليه منذ عمله فى الشارع لم يتعد الـ١٢٥ جنيهاً.
وتخطيت مواقع الطيارة بعد أن قام أحد «أمناء الشرطة» بتفريقهم من حولى وسألنى ماذا أفعل هنا؟ أجبته بأننى أتحدث معهم حول حقيقة عملهم فى هذا الشارع، فوصفهم بأنهم «ليسوا محترمين وماينفعش أقف معاهم»، وتركته حتى وصلت الى التجار وأصحاب الفتارين، وتحدثت مع مصطفى المواز، أحد الشركاء فى فاترينة لتجارة المحمول وهو غير راضٍ عن حال السوق ليقول لى: «الحال واقف والشغل مابقاش زى زمان» هذا ما جعلنى أتساءل: ماذا حدث؟
ليوضح لى أن مكسب الموبايل الجديد حالياً لا يتعدى الـ١٠ جنيهات والمستعمل ٢٠ جنيهاً والأسعار فى السوق كلها واحد «ولو مابعتش أنا للزبون غيرى هايبيعله» - على حد قوله - هذا بالإضافة إلى أننا ثلاثة شركاء فى فاترينة عرضها ١.٥ متر وطولها ٣ أمتار وتبلغ قيمتها الإيجارية فى الشهر ٨ آلاف جنيه.
وأضاف: «السوق كانت قوية ولها سمعة رنانة حتى تبدل الحال بظهور الصينى ودخول من لا مهنة له فى تجارة المحمول، موضحاً أنه ما كان ليقوم بهذا الحديث معى أثناء فترة الرواج الشديدة التى كانت تشهدها السوق سابقاً، مشيراً إلى أن السوق أصبحت صينية ١٠٠% و«الـnokia بقى اسمه nokla» وفرق الكلمة لا يلاحظه أحد، علماً بأن الشكل واحد بين المنتج الأصلى والصينى، مما أدى إلى سوء سمعة السوق وتخوف العملاء من الشارع.
وحتى يكون الإقبال أكثر على الفاترينة قسم الشركاء الثلاثة أعمالهم لعدم التصارع على الزبائن أحدهم يتاجر فى الموبايل الجديد والآخر فى المستعمل والشريك الثالث عيد البحراوى، تاجر الخطوط، الذى بدا عليه القلق فى حديثه معى، حتى علمت منه أنه يتاجر فى خطوط دون عقود وأوضح لى بقوله: «إن الوكلاء يطرحون الخطوط للتجار فى الشارع دون عقود حتى تثبت ملكيتها لأكبر عدد ممكن من العقود لشركة المحمول، وتحصل على نسبة خصم من الشركة على أكبر مبيعات مقابل تلك العقود».
ويضيف: «سعر الخط يتراوح بين ٤ و١٠ جنيهات حسب، رقم الشبكة، «٠١١»، الذى يختلف عن «٠١٤» و«٠١٠» وعن «٠١٩» و«٠١٢» و«٠١٧» والأرقام الأقدم هى الأعلى ثمناً، وأشار إلى أن هناك بعض الأرقام تصل إلى ٢٠ ألف جنيه، وهى أرقام مميزة يسهل حفظها من أول مرة وغالباً يطلبها ضباط الشرطة والفنانون والرياضيون المشاهير.
ووسط محال الموبايل التى اكتظ بها الشارع وجدت بقايا نصف محل أدوات كهربائية وفى مقدمته عدة فتارين وفى المؤخرة أجهزة منزلية، حيث يوضح لنا طلعت عبيد، المدير المسؤول لمتجر المحمدية: «أن سبب انقسام المحل هو رواج المحمول وإقبال العملاء من مختلف المحافظات على الشارع، وهذا ما جعل صاحب المتجر يؤجر النصف الأمامى من المحل لتجار المحمول والنصف الآخر لايزال بنفس نشاط الأدوات الكهربائية.
ورغم الإقبال المستمر على المتجر فإن طلعت غير راض عن حال السوق وما وصلت إليه من تدهور بسبب انتشار المحمول وتجارته فى الشارع، هذا ما أكده بقوله: إن الشارع لم يعد كما كان منذ ١٠ سنوات فقد كان العملاء يأتون من شتى الأماكن فى مصر إلى أن تبدلت الحال بسبب المحمول وصار هو التجارة الأربح للعديد من تجار الأدوات الكهربائية، حيث جعلهم يغيرون نشاطهم بشكل سريع.
ويضيف: «سعر الخط يتراوح بين ٤ و١٠ جنيهات حسب، رقم الشبكة، «٠١١»، الذى يختلف عن «٠١٤» و«٠١٠» وعن «٠١٩» و«٠١٢» و«٠١٧» والأرقام الأقدم هى الأعلى ثمناً، وأشار إلى أن هناك بعض الأرقام تصل إلى ٢٠ ألف جنيه، وهى أرقام مميزة يسهل حفظها من أول مرة وغالباً يطلبها ضباط الشرطة والفنانون والرياضيون المشاهير.
ووسط محال الموبايل التى اكتظ بها الشارع وجدت بقايا نصف محل أدوات كهربائية وفى مقدمته عدة فتارين وفى المؤخرة أجهزة منزلية، حيث يوضح لنا طلعت عبيد، المدير المسؤول لمتجر المحمدية: «أن سبب انقسام المحل هو رواج المحمول وإقبال العملاء من مختلف المحافظات على الشارع، وهذا ما جعل صاحب المتجر يؤجر النصف الأمامى من المحل لتجار المحمول والنصف الآخر لايزال بنفس نشاط الأدوات الكهربائية.
ورغم الإقبال المستمر على المتجر فإن طلعت غير راض عن حال السوق وما وصلت إليه من تدهور بسبب انتشار المحمول وتجارته فى الشارع، هذا ما أكده بقوله: إن الشارع لم يعد كما كان منذ ١٠ سنوات فقد كان العملاء يأتون من شتى الأماكن فى مصر إلى أن تبدلت الحال بسبب المحمول وصار هو التجارة الأربح للعديد من تجار الأدوات الكهربائية، حيث جعلهم يغيرون نشاطهم بشكل سريع.
، وأضاف عبيد: «حركة البيع تراجعت بنسبة تتعدى الـ٥٠% بسبب عوامل عديدة، أهمها ازدحام الشارع بالشباب من تجار المحمول ورواد الأدوات الكهربائية يكونون فى الغالب عائلات تصطحب بعضها لمشاهدة المنتجات، كما أن سوء سلوك بعض تجار المحمول ورواده أهم الأسباب التى لا تقبلها العائلات، لسماع ما يتردد من ألفاظ نابية، مؤكداً أن هامش الربح الناتج عن الأجهزة الكهربائية أصبح ضئيلاً للغاية، حيث إنه فى بعض الأحيان لا يتجاوز ١٠ جنيهات، ويعتمد فى النهاية على ما سيعود عليه من نسبة خصم من الشركة المنتجة فى حالة بيع كمية أكبر.
وهذا لسان حال محمد بيومى، المدير المسؤول، صاحب سنتر لتجارة الأدوات المنزلية فى شارع عبدالعزيز، حيث يقول: «إن الموبايل تسبب فى سوء سمعة الشارع، نتيجة ما يحدث به من عمليات نصب وغش وتدليس بين التجار والزبائن، مشيراً إلى التواجد الضعيف للأمن داخل الشارع، الذى أدى ببعض تجار المحمول إلى استغلال حسن نية الزبائن وعدم إدراكهم لحيل التجار فى النصب.
ويأتى محمد عبدالوهاب، سائق سيارة لنقل البضائع ومدير متجر عبدالعزيز للأدوات الكهربائية سابقاً، قبل أن يقسم إلى «فتارين موبايل»، ليحذر رواد شارع عبدالعزيز من بعض العمليات التى يقوم بها التجار فى الشارع للنصب على العملاء ويقول: إن هناك ثلاثة أسماء يطلقها التجار بينهم وبين بعضهم على أنواع الموبايل «المعيوبة» ومن تلك الأنواع «الموبايل المبلول» وانتشر بشدة نظراً للربح الكبير الذى يدره على التاجر الذى يبيعه.
و«الموبايل المبلول» هو صنع التاجر الذى يقوم باستيراد كميات من «البوردة» اللوحة الرئيسية للموبايل، من دول الخليج، ويقوم بصيانتها فى مصر ليستخلص منها أكبر قدر صالح ويقوم بتركيب هيكل خارجى جديد وشاشة وبطارية جديدة ليبيع الجهاز دون ضمان، على أنه وارد من خارج البلاد، للتنصل من مسؤولية تلك التليفونات أمام الزبائن، ويكون ربح التاجر فى تلك الأنواع لا يقل عن نصف قيمة الجهاز الأصلية وتختلف على حسب نوع الجهاز.
والنوع الثانى يسمى «موبايل الثلاجة»، وهو عبارة عن جهاز تم استخدامه سابقاً لفترة قليلة، بحيث يظهر عليه حسن حالته ويقوم التاجر بتلميع هذا الجهاز ببعض المواد التى يستخدمها ويقوم بتغليفه بمادة بلاستيكية ويبيعه على أنه جهاز «زيرو»، أى لم يستخدم من قبل ويبلغ مكسب التاجر فى هذا النوع زيادة عن الـ١٠٠ جنيه.
وعن النوع الثالث فهو «الموبايل المسروق» ويختص فى تلك الأمور بعض التجار، وهم أفضل من يقوم باستغلالها ولكنهم غير منتشرين بشدة، خوفاً من الأمن، الذى يصادر تلك الأجهزة، موضحاً أنه عمل لمدة تزيد على الـ٥ سنوات فى تجارة المحمول ولكنها باءت بالفشل لكونه يتقى الله فى عمله وقال «اللى يمشى فى تجارة الموبايل بما يرضى الله يتخرب بيته واللى يغش يكسب دهب».
وبسؤاله عن سبب تسمية الشارع بـ«الكويت» أوضح لنا أنه بسبب ارتفاع الإيجارات التى تصل فى بعض المحال إلى إلى ١٥٠ ألف جنيه شهرياً، علماً بأن القيمة الإيجارية للمستأجر الأول من وزارة الأوقاف لا تزيد على ٣٠٠ جنيه ويقوم المستأجر الأساسى بعقد شراكة مع أحد التجار من الباطن ويترك له المحل مقابل قيمة الإيجار التى يحصل عليها.
ويوافقه الرأى عادل على أحمدقهوجى، ويعمل فى الشارع منذ عام ١٩٦٩ ويروى قصة أحد أعمدة شارع عبدالعزيز، الذى تم تحويله إلى متجر موبايلات كبير وهو سينما «أولمبياد»، التى تتبع وزارة الثقافة، ومستأجرها الأصلى حصل على أكثر من مليون جنيه وتم تقسيم السينما على تجار الموبايلات، لتصبح فاترينات للإيجار تبدأ من ١٢ ألف جنيه شهرياً فى المقدمة وتصل إلى ٣ آلاف جنيه فى آخر الممر.
وهذا لسان حال محمد بيومى، المدير المسؤول، صاحب سنتر لتجارة الأدوات المنزلية فى شارع عبدالعزيز، حيث يقول: «إن الموبايل تسبب فى سوء سمعة الشارع، نتيجة ما يحدث به من عمليات نصب وغش وتدليس بين التجار والزبائن، مشيراً إلى التواجد الضعيف للأمن داخل الشارع، الذى أدى ببعض تجار المحمول إلى استغلال حسن نية الزبائن وعدم إدراكهم لحيل التجار فى النصب.
ويأتى محمد عبدالوهاب، سائق سيارة لنقل البضائع ومدير متجر عبدالعزيز للأدوات الكهربائية سابقاً، قبل أن يقسم إلى «فتارين موبايل»، ليحذر رواد شارع عبدالعزيز من بعض العمليات التى يقوم بها التجار فى الشارع للنصب على العملاء ويقول: إن هناك ثلاثة أسماء يطلقها التجار بينهم وبين بعضهم على أنواع الموبايل «المعيوبة» ومن تلك الأنواع «الموبايل المبلول» وانتشر بشدة نظراً للربح الكبير الذى يدره على التاجر الذى يبيعه.
و«الموبايل المبلول» هو صنع التاجر الذى يقوم باستيراد كميات من «البوردة» اللوحة الرئيسية للموبايل، من دول الخليج، ويقوم بصيانتها فى مصر ليستخلص منها أكبر قدر صالح ويقوم بتركيب هيكل خارجى جديد وشاشة وبطارية جديدة ليبيع الجهاز دون ضمان، على أنه وارد من خارج البلاد، للتنصل من مسؤولية تلك التليفونات أمام الزبائن، ويكون ربح التاجر فى تلك الأنواع لا يقل عن نصف قيمة الجهاز الأصلية وتختلف على حسب نوع الجهاز.
والنوع الثانى يسمى «موبايل الثلاجة»، وهو عبارة عن جهاز تم استخدامه سابقاً لفترة قليلة، بحيث يظهر عليه حسن حالته ويقوم التاجر بتلميع هذا الجهاز ببعض المواد التى يستخدمها ويقوم بتغليفه بمادة بلاستيكية ويبيعه على أنه جهاز «زيرو»، أى لم يستخدم من قبل ويبلغ مكسب التاجر فى هذا النوع زيادة عن الـ١٠٠ جنيه.
وعن النوع الثالث فهو «الموبايل المسروق» ويختص فى تلك الأمور بعض التجار، وهم أفضل من يقوم باستغلالها ولكنهم غير منتشرين بشدة، خوفاً من الأمن، الذى يصادر تلك الأجهزة، موضحاً أنه عمل لمدة تزيد على الـ٥ سنوات فى تجارة المحمول ولكنها باءت بالفشل لكونه يتقى الله فى عمله وقال «اللى يمشى فى تجارة الموبايل بما يرضى الله يتخرب بيته واللى يغش يكسب دهب».
وبسؤاله عن سبب تسمية الشارع بـ«الكويت» أوضح لنا أنه بسبب ارتفاع الإيجارات التى تصل فى بعض المحال إلى إلى ١٥٠ ألف جنيه شهرياً، علماً بأن القيمة الإيجارية للمستأجر الأول من وزارة الأوقاف لا تزيد على ٣٠٠ جنيه ويقوم المستأجر الأساسى بعقد شراكة مع أحد التجار من الباطن ويترك له المحل مقابل قيمة الإيجار التى يحصل عليها.
ويوافقه الرأى عادل على أحمدقهوجى، ويعمل فى الشارع منذ عام ١٩٦٩ ويروى قصة أحد أعمدة شارع عبدالعزيز، الذى تم تحويله إلى متجر موبايلات كبير وهو سينما «أولمبياد»، التى تتبع وزارة الثقافة، ومستأجرها الأصلى حصل على أكثر من مليون جنيه وتم تقسيم السينما على تجار الموبايلات، لتصبح فاترينات للإيجار تبدأ من ١٢ ألف جنيه شهرياً فى المقدمة وتصل إلى ٣ آلاف جنيه فى آخر الممر.
ويشير إلى أشهر معالم الشارع قبل أن يجتاحه طوفان التكنولوجيا، وهو المبنى الرائع لشركة عمر أفندى، التى تم بيعها مؤخراً لمستثمر خليجى، التى كانت تضاهى المتاجر الكبيرة فى عواصم العالم المتقدم فى لندن وباريس وروما، مؤكداً أن العمالة فى عبدالعزيز سابقاً كانت تتميز باحترام وتقدير الزبائن بعكس ما يحدث الآن من حالة إرهاب للزبائن، بسبب المشاكل التى لا تنتهى بسبب المحمول.
ولايزال شارع عبدالعزيز هو العالم الخفى لتجار التليفونات المحمولة، للأجهزة المشروعة وغير المشروعة والتجار الحقيقيين والنصابين، الذين يملأون الشارع.
ولايزال شارع عبدالعزيز هو العالم الخفى لتجار التليفونات المحمولة، للأجهزة المشروعة وغير المشروعة والتجار الحقيقيين والنصابين، الذين يملأون الشارع.